«مصحات بير السلم».. «بيزنس خاص» مقابل 7 آلاف جنيه شهريا

صورة لمصحة لعلاج الادمان - صورة أرشيفية
صورة لمصحة لعلاج الادمان - صورة أرشيفية

الهروب من جحيم الإدمان قد يبدأ بخطوة، وتعتبر هذه المرحلة من أكثر المراحل ألما وصعوبة لأن المدمن قد اعتاد استخدام المخدر لمدة ما، والهروب به من جحيم الواقع كما يراه، وربما هذا ما يدفع البعض للذهاب إلى مركز لعلاج الإدمان.

ولكن في الآونة الأخيرة انتشرت مسألة إنشاء مراكز لعلاج الإدمان غير المرخصة عن طريق عدد من الشباب غير المتخصص، الأمر الذي يعرض المرضى المُقدمين على التعافي من براثن الإدمان للخطر وربما الوفاة.

ومن خلال تأجير فيلات بعيدة عن الكثافة السكانية لتكون «بيزنس» خاص بأصحابها يتم إنشاء مركز للعلاج، ويلجئ أصحاب هذه المراكز لاختيار حدائق الأهرام مأوي لهم كونها منطقة بعيدة عن العمران، حيث يعمل بها أشخاص غير مؤهلين وليسوا بأطباء أو متخصصين في علاج الإدمان.

«بوابة أخبار اليوم» اخترقت كواليس العالم السري لمراكز علاج الإدمان غير المرخصة، وأزاحت الستار عن مركز جديد داخل فيلا بمنطقة هضبة الأهرامات، حيث رصدنا معايشة النزلاء في أماكن غير مؤهلة لعلاج المدمنين.

على أبواب «الفيلا» الخارجية استقبلنا شخص حيث سألنا عن صاحب المركز وطلبنا لقاءه.. داخل مكتب المدير سألنا: «في حالتين رفضا المجيء معنا للعلاج.. هل هناك من يذهب لإحضارهما؟.. أجاب: نعم بتكلفة 500 جنيه.. حدد الميعاد والتوقيت.. فقولت له لا يوجد مشكلة وتحدثت معه عن المبلغ المطلوب شهريًا.. قال: من 5 إلى 7 آلاف جنيه بخلاف ثمن السجائر».


بعد لقاء مدير المركز.. استمعنا إلى أحد النزلاء الذين سبق لهم العلاج داخل المركز ويدعى «م.ح» شاب في العشرينات من عمره، حيث قال: «أنتمي إلى أسرة ميسورة الحال ودخلت عالم الإدمان بسبب أصدقاء السوء.. ويوما بعد يوم اكتشف أهلي الصدمة.. ابنهم مدمن.. فكروا في وسيلة لعلاجي حتى تعرفوا على وسيط أخبرهم بوجود مركز لعلاج الإدمان في هضبة الأهرامات وعندما أخبروني رفضت، فاتفقوا مع المسئولين فيه على – شحني- أي خطفي بالقوة».

وأضاف: «في ساعة متأخرة من إحدى الليالي كنت جالسا في غرفتي وفوجئت بثلاثة أشخاص يدخلون الشقة.. سمعتهم يقولون: "هو ده".. ثم حاولوا تقييدي وعندما قاومتهم أمسكوا يدي وحقنوني بحقنة شلت حركتي واصطحبوني معهم داخل سيارة تاكسي إلى المركز.

وعلمت بعدها بمدة أن شحن الشخص يتم بدفع مبلغ 500 جنيها.. وأن تكلفة الشهر إقامة فقط من 5 إلى 7 آلاف، وبالنسبة للأكل فهو مقليات بطاطس فول طعمية وبالنسبة للسجاير كان والدي يعطيهم شهرية السجاير المستخدمة وبعض المأكولات التي أطلبها».

قال: «لا يوجد طبيب يتابع الحالات.. فهم معهم أسماء النزلاء وكل نزيل حسب نوع إدمانه يكون له دواء خاص به.. وهناك نزلاء عليهم قضايا أو على ذمة قضايا متداولة في المحاكم ولهم تسعيرة أخرى».

وتابع: «مكثت 6 أشهر داخل المركز شاهدت فيها كل شي وتعاركت مع شخص في أحد الأيام وقام صاحب المركز بإعطائي حبة دواء شلت حركة جسمي لمدة يومين.. وتأكدت أن المشرفون على المركز هم بالأساس مدمنون متعافون».